نعم ياقـدس تفديك الدمـاء لك الأرواح يجذبهـا الـولاء
ودينُُـك لا تؤديـه الوعـود ولا الصخب البعيد ولا العواء
ولا شعـر ينمقـه كـذوب نأى عن أصغريه الانتماء
ولا خطـب يرددها هـواة ذوو فهم إذا جــاء المسـاء
رجال القدس عشاق المنايـا ويغلي في صدورهم الفــداء
يهزّّون العدو وإن بقـول له في النّاس إذ يروى مضـاء
وواحدهم على الخمسين يرمي فيقذفهـم ويغمرك الشــواء
رجال القدس أطفال صغـار لهـم همـم منازلها السمــاء
عراة الصـدر ما حفلوا لدرع ولا يبطون إن سمـع النـداء
وذرّتهم محمد طـار ذكـرا تلألأ في محيـــاه الإبــاء
بحضن أبيه للأمجاد حضـن وفوق الرأس يرتفـع اللـواء
وأم محمّد حلّـت محــلا يلازمهـا ويتبعهــا الثنـاء
سلوا بـاراك هل فيكـم أبيّ كهـذا الشبـل في بعض سواء
سيخرسه إذا ما قال خـزيٌ ولا يجديـه أو يغنـي المراء