كروية الأرض

موضوع: كروية الأرض الجمعة 29 أغسطس 2008, 2:29 pm

قبل خمسة عشر قرنا من الزمان و القرآن يحدثنا عن كروية الأرض ودورانها فمن ناحية التكوير يقول سبحانه يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل) سورة الزمر -5-.و التكوير لا ينم عادة إلا جسم كروي و يؤيده قول الله سبحنه في آية أخرى فيقول جل شأنه ولا الليل سابق النهار) سورة يس -40- وفيه رد على من يزعم بأن النهار سابق الليل وهذا تأكيد قرآني بان الأرض كروية إذ لو كانت مبسوطة لما تم تكوير الليل و النهار حول جسم واحد في وقت واحد فمنذ خلق الله الشمس سراجا و نصف الأرض المواجه للشمس بمثل النهار و النصف الآخر بمثل الليل فإذا دارت الأرض دورتها أصبح النهار ليلا و الليل نهارا و هكذا لم تتخلف سنة الله في هذا الوضع الخالد .
و اما ما قيل أن الأرض مسطحة و يستدل على ذلك بقوله جل شأنه و الأرض مددناها )سورة ق -7- أي بسطناها فإن الإمتداد هنا امتداد أمام عين الرائي فقط . ويقول جل شأنهو الأرض بعد ذلك دحاها) سورة النازعات -30- قال الكواكبي :دحاها اي كورها غير انها ليست تامة التكوير و فيه يقول سبحانه و تعالى أنا ناتي الأرض ننقصها من اطرافها) سورة الرعد -41-.
أما دوران الأرض فثابت بقوله سبحانه: (وترى الجبال نحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء ) سورة النمل -88- وإذا كانت الجبال و هي اوتاد الأرض تتحرك و تمر مر السحاب فالأرض المشدودة المثبتة بهذه الأوتاد لا بد ان تدور بدورتها وفي التعبير بقوله تعالىوهي تمر مر السحاب)إشارة إلى ان مرور الجبال وحركتها ليست مرورا ذاتيا و إنما يتم تبعا لدورة الأرض ذلك لأن السحاب لا يمشي بقوة ذاتية و إنما يمشي بقوة الرياح و لهذا كان التشبيه القرآني قويا و دقيقا في إثبات دوران الأرض .
و غذا قيل ان مرور الجبال سيكون يوم القيامة فالرد على القائلين بذلك سهل وهو ان الأرض في هذا اليوم ستتغير قال سبحانه و تعالى يوم تبدل الارض غير الأرض و السموات وبرزوا لله الواحد القهار ) سورة ابراهيم-48- و ان الجبال في هذا اليوم ستتحلل وتتفتت و تفقد وظيفتها وصلابتها حيث يقول سبحانه و تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث و تكون الجبال كالعهن المنفوش ) سورة القارعة -4 و 5-. و العهن هو الصوف المنفوش و المتباعد الشعرات المتنافر الوحدات و عليه فإن الأرض ستكون غير الأرض و الجبال غير الجبال و أن مرورها الموصوف بأنه كمر السحاب إنما يكون في الدنيا غير أننا لا ندركه و لا نحس به إلا أن ادراك ذلك يتطلب النظر إلى شاخص خارج عن دائرة الأرض وهيهات أن يتحقق وجود هذا الشاخص.
وهاكم مثلا تقريبا لذلك فلولا ضوضاء القطار ما أحس الركاب بمسيرته إلا حين تقع أنظارهم على أعمدة البرق و الهاتف و الشجر تجري بالقرب منهم وهي في الواقع لا تجري بل الذي يجري هو القطار .
فهل جاء العلماء في مختلف العصور بجديد في نظرية دوران الأرض ؟؟؟
إنه الإعجاز القرآني أطل على الدنيا وهي مظلمة فنقل الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن الظلال إلى الهدى وذلك لأنه من لدن عليم خبير.
المصدر:"التبليغ و الإقناع بالمعجزات"للأستاذ عبد الحميد محمد المشهدي